المصدر: موقع www.al-hodaonline.com 

فى ضوء الأحداث المتسارعة التي تشهدها الساحة العراقية، اثر دخول القوات الامريكية- البريطانية العراق، اجرت صحيفة الاحداث-اسبوعية تصدر عن المكتب الاعلامي لمنظمة العمل الاسلامي في العراق- مع الزعيم العراقي المعارض سماحة الية الله السيد هادي المدرّسي حواراً تناول طبيعة مجريات الحرب والنتائج التى ستؤول اليها، وما هو الموقف المطلوب من ابناء الشعب العراقي سواء في داخل العراق او خارجه، واليكم نص الحوار:
الاحداث: تتداول الاوساط الامريكية ادعاءات حول طبيعة حربها القائمة في العراق وكونها حرب تحرير وليست حرب احتلال .. ما هي مدى مصداقية هذه الادعاءات؟
-آية الله السيد هادي المدرسي : هنالك ثلاثة اطراف اساسية في العراق ، ولكل طرف منطلقاته واهدافه المختلفة عن غيره ، بالرغم من انه ربما تتداخل بعض هذه المنطلقات و الاهداف وربما تختلف، فهناك النظام القائم في العراق الذي برأسه صدام ومن حوله. وهنالك ايضا الامريكييون وحلفائهم البريطانيون الذين يخوضون اليوم حرباً طاحنة في العراق ، وطرف ثالث هوالشعب العراقي.
اما منطلقات النظام ، فهو البقاء في الحكم والاستمرار في السيطرة على العراق وشعبه.
و أما منطقات الغربيين في هذه الحرب ، فهي التخلص من صدام ، والسيطرة على هذا البلد وخاصة على ثرواته النفطية.
اما الشعب العراقي ، فهو يرى ان العراق ليس فقط كرسي حكم كما يريده صدام ولا بئر نفط كما يريده الغربييون ان في العراق شيئ ثالث وهو الشعب العراقي واذا كان هذا الشعب يلتقي في مسئلة اسقاط النظام والتخلص من صدام مع الغربيين فهو يختلف معهم في منطلقاته وفي اهدافه . فلاشك ان الغربيين يريدون التخلص من صدام نهائياً ولكنهم في الوقت ذاته يريدون ابار النفط ايضاً ، اما العراقيون فيريدون اقامة حكم تعددي يعطي حقوق الاكثرية وحقوق الاقليات بعيداً عن الظلم والطغيان والتحكم في مقدراتهم.
الاحداث: ماهو الموقف الشرعي للمواطن العراقي في هذه الحرب هل هو موقف الحياد أم الانحيار؟
- آية الله السيد هادي المدرسي : الموقف الشرعي المطلوب هو ان يدافع كل شخص عن نفسه وعن شعبه لا ان يكون وقوداً لحرب هذا الطرف او ذاك ،إن المطلوب هو ان يقدم كل عراقي أية خدمة ممكنة لابناء العراق فالعراق هو ابناء العراق قبل ان يكون بئر نفط أ و كرسي حكم وشعب العراق هو خلق الله الذي اراد الله الخير له . وما جعل الله في هذه الارض من ماء ونفط فهما لأبناء العراق .
فالواجب على العراقيين أن يتكاتلوا وان يتعاونوا للتخلص من صدام حسين و نظامه من جهة وأن يدافعوا عن حقوقهم وحرياتهم ومصالحهم من جهة ثانية .حتى لا يكون بلدهم وثرواتهم نهباً ولا تكون حقوقهم سلعةً يتاقتل عليها الآخرون .
الاحداث: ماهي النتائج الحاسمة للحرب وأي الفريقين يمكن ان يحقق الغلبة على الفريق الآخر؟
-آية الله السيد هادي المدرسي : لا أظن أن هذه الحرب يمكن أن تنتهي مع بقاء صدام حسين فلا شك ان أيام نظام صدام هي معدودة والسبب ليس مجرد الحرب التي يخوضها الأمريكييون بقوى متفوقة على قوة النظام وأنما لان الشعب العراقي ليس مع صدام واذا كان هذا الشعب مجبراً احياناً على خوض الحرب ضد الامريكيين دفاعاً عنه ، فان هذا لن يستمر الى ابد الآبدين وسوف تنهار قوة النظام فيسقط بأقرب مما يظن كثيرون .
الاحداث: عمد نظام بغداد الى استخدام سياسة الدروع البشرية للأحتماء بالمدنيين؛ ماهي شرعية هذه السياسة من وجهة نظر اسلامية؟
-آية الله السيد هادي المدرسي : منذ بداية الحكم القائم في العراق وهو يستخدم البشر كدروع واقية لأستمراره وبقائه في السلطة ولذلك فإن هذا النظام يعتمد على سياسة واحدة وهي أن يقتل اكبر قدر ممكن من ابناء العراق دفاعاً عنه ، ولا شك ان ذلك ليس جائزاً حتى في الحروب العادلة ، فكيف بحروب غير عادلة كهذه الحرب .
الاحداث: ماهو دور المثقف والاعلامي في هذه الحرب وماهي الوجهة المطلوب أن يسلكها للكشف عن الحقيقة وتوعية المسلمين بشكل عام و المواطن العراقي المسلم بشكل خاص؟
-آية الله السيد هادي المدرسي : هنا لك دور أساسي للمثقف العراقي وهو الدفاع عن شعب العراق ورفع عقيرته في العالم كله لاثبات ان في العراق شعباً مضطهداً مغلوباً على امره , وهو الذي يكون موقوداً للحروب دائماً .. إن من الضروري توعية ابناء العراق بأن يتحملوا مسؤولياتهم ضد النظام القائم الذي لم ينفع العراقيين الا بجرهم من حرب خاسرة الى حرب اكثر خسارة ، ومن ام الهزائم الى ام الكوارث ، علينا جميعاً ان نرفع صوتنا عالياً لكي نقول : يا أهل العالم هناك شعب في العراق يجب ان تحفظ كرامته وحريته وحقوقه ومصالحه .
الاحداث: يمثل اللاجئون العراقيون في مناطق مختلفة من العالم نسبة كبيرة قاربت الاربعة ملايين مواطن عراقي ، فهم ثروة بشرية هائلة وقادرة على تقديم المزيد لبلادهم وقضيتهم ما هو الدور الذي عليه أن يقوم به هؤلاء اللاجئون في ضوء الظرف الصعب الذي يمر به وطنهم وشعبهم؟
-آية الله السيد هادي المدرسي : من واجب كل عراقي خاصة المهاجرين والمهجرين أن ينخرطوا في العمل لنصرة هذا الشعب مادياً ومعنوياً وبكافة الامكانات الممكنة، واول ما يستطيع أن يفعله كل مهاجر عراقي هو أن يساعد أبناء العراق مالياً وينخرط في اللجان المختلفة والأطر الموجودة في المعارضة ، لتشكيل كتلة موحدة حتى يستطيع العراقييون فيما بعد الدفاع عن أنفسهم وأقامة حكم يمثلهم حقيقة.