المصدر: موقع
http://www.ebaa.net
طهران: يوسف البحارنة

أقامت الحسينية الكربلائية في طهران مجلسا تأبينيا كبيرا حضره أكثر من ألفين
إلى ثلاثة آلاف شخص من الجماهير المؤمنة في طهران وأطرافها إضافة إلى لفيف من
العلماء والفضلاء في مقدمتهم آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دامت بركاته
ووفد من مكتب سماحته ممثلا برئيس مكتبه سماحة السيد إبراهيم شبر ومسؤول القسم
الثقافي الأستاذ طالب خان.
كما
شارك في المراسيم وفود من ممثلي الحركات العراقية ووفود من الحسينيات والهيئات
العراقية والكربلائية في طهران ودولت آباد وشهر ري (السيد
عبد العظيم), يتصدرهم مؤسسة وصندوق الإمام الصادق (عليه السلام) في طهران, ومستوصف
سيد الشهداء ومستوصف الإمام الحسين (عليه السلام) في طهران.
كما
كان في مقدمة المستقبلين لجمهور المعزين وفد من الحسينية الكربلائية ووفد بيت
المرجع الديني الراحل ممثلا بفضيلة السيد كاظم الفالي وسماحة الحجة السيد محسن
القزويني نجل آيه الله السيد كاظم القزويني وشخصيات كبيرة من مسئولي مكتب الإمام
الشيرازي رضوان الله تعالى عليه جاؤا بالنيابة عن المرجع الديني سماحة آية الله
العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) لاستقبال المعزين.
وقد
ارتقى المنبر سماحة العلامة السيد هادي المدرسي الذي تحدث عن الموت والحياة وأن
الله قد قهر عباده بالموت والفناء, وأن كل أهل الأرض والسماء يموتون .. ثم يسأل
الله سبحانه وتعالى: (لمن الملك) فلا يجيب أحد فعند ذلك يجيب الله نفسه قائلا:
(الملك يومئذ لله الواحد القهار).
نعم
إن أهل الأرض يموتون وأن أهل السماء يموتون سواء كانوا أنبياء أو أئمة أو عظماء أو
ملائكة وحتى ملك الموت يأتي مطأطئا رأسه للواحد القهار بعد أن يطلب منه قبض أرواح
البشر والملائكة بأن يموت فيموت ولا يبقى إلا وجهه سبحانه وتعالى.
هكذا
تحدث سماحة السيد المدرسي عن الموت والحياة وأنه لا يبقى سوى وجه الله سبحانه
وتعالى, حتى أن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) كان يخاف من الموت ولما سأل قال
ويحكم ألا أخاف من الموت وهول المطلع والقبر والحساب.
وقال
سماحة العلامة السيد هادي المدرسي: (إذا كان موت عالم كبير من علماء الإسلام ومن
تلاميذ الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) على مستوى فقيدنا الراحل الإمام
الشيرازي .. فان المرجع الفقيه والفقيه كان يعرف أنه سيموت وعرف قيمة الموت وعرف
قيمة الحياة وكيف يعيش ليقدم للبشرية هذه الخدمات ويقدم لنفسه ذخيرة لأخرته, وكان
الإمام الشيرازي يعرف بأنه إن لم يقم بذلك فانه هو الخسران الأول.
وأضاف سماحته: إن رحيل الإمام الشيرازي كان عبرة لنا وكما رحل المرجع الشيرازي وقدم
على عمله فإننا سوف نقدم على عملنا. لقد قدم الإمام الشيرازي الكثير من الثواب
لنفسه وترك خلفه ما ترك, وكان رحمة الله عليه مثال الحديث الشريف: (إذا مات ابن آدم
انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له).
لقد
ترك الفقيد أكثر مما يمكن, حوالي 1070 عنوان كتاب في الفقه وخصوصا في فقه الزهراء
حيث استفاد من كلمات وخطب الزهراء القيم الشرعية والقيم الإلهية.
وأضاف السيد المدرسي: السيد الفقيد الراحل ليست استثناء على ما فعل لأن معلمه
وإمامه ومربيه هو الإمام الصادق (عليه السلام), واستفاد المرجع الراحل من حياته في
العمل والعلم والفكر والكتابة, حيث كانت حياته كلها إنجازات وأعمال صالحة وهذه صفات
الرجال العظام.
وفي
معرض حديثه قال سماحته: أن الدنيا عارية ومعنى عارية هو أن ما تعطيك في البداية
تأخذه منك, لذلك فان الأمة الحية تكتشف رجالها في حياتهم وتتفاعل معهم أما الأمة
الميتة فإنها تكتشف رجالها بعد موتهم.
لقد
تحلى المرجع الراحل بالثقة بالنفس والتوكل على الله وقد أوصاني في بداية حياتي وكنت
طفلا لا يتجاوز التسع سنوات بأن أكتب وأؤلف كتب اجتماعية وكنت لا أعرف ماذا تعني
الكتب الاجتماعية فقال لي كتب مثل الزواج والصداقة والأصدقاء وأسرار النجاح,
وبالفعل فقد وفقني الله للكتابة في هذه المجالات.
وضمن
مراسيم التأبين التي أقيمت لسماحة المرجع الديني الراحل آية الله العظمى الحاج
السيد محمد الحسيني الشيرازي فقد وزعت الكثير من الكتب والمنشورات والبيانات والصحف
التي خصصت أعدادها ومقالاتها للذكرى السنوية الأولى لرحلة فقيدنا الراحل الإمام
الشيرازي, كما وزع في المراسيم موضوع عن الإمام المقدس الراحل الذي تم نشره في
جريدة رسالت التي تصدر باللغة الفارسية, تطرق الكاتب إلى حياة الإمام الشيرازي في
العراق والكويت وإيران ومشاريعه وأعماله وجهاده المستمر من أجل خدمة الإسلام وخدمة
مذهب أهل البيت عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وعدد
الكاتب مجموعة من فضائل الفقيد الشيرازي بنسق وأدب رفيع, وأعطى حق الإمام الشيرازي
في هذا الموضوع.
هذا
وستقام مجالس التأبين والفاتحة بمناسبة الذكرى السنوية للإمام الشيرازي الراحل في
كل من دولت آباد وشهر ري (شاه عبد العظيم) وطهران .. وكما أن مجالس تأبين أخرى
ستقام في مدينة كاشان واصفهان ومشهد بهذه المناسبة.
وبهذه المناسبة الأليمة فسوف يقام مجلس تأبيني من سماحة آية الله العظمى السيد
محمد تقي المدرسي (دام ظله) بمشاركة وعاظ وخطباء طهران وذلك في يوم الأربعاء ليلة
الخميس 11 ديسمبر لعام 2002م الموافق 6 شوال 1423هجرية.. وسوف يكون خطيب المجلس
سماحة حجة الإسلام والمسلمين سيد أبو القاسم شجاعي أحد أبرز علماء وخطباء طهران.
|